الثلاثاء، 29 أبريل 2014


ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني 1914 في مدينة أشقودرة عاصمة دولة البانيا عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم ويرشدهم هاجر بصحبة والدة الي دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن أنحرف أحمد زاغو ملك البانيا ببلادة نحو الحضارة الغربية العلمانية أتم العلامة اللألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإزعاف الخيري في دمشق بتفوق نطراً لرئي والدة الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجا علمياً
مركزاً قام من خلاله بتعليمه القران الكريم والتجويد والنحو والصرف والفقه المذهب الحنفي وقد ختم الالباني علي يد والده حفظ القران الكريم برواية حفص عن عاصم كما درس علي الشيخ البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبرلاغة هذا في الوقت الذي حرص فيه علي حضور دروس وندوات العلامة بهجة البيطار أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فاجادها حتي صار من أصحاب الشهرة فيها وأخذ يتكسب رزقه منها وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة وهيئت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية والإطلاح علي العلوم الشرعية من مصادرها
الإصلية وعلي الرقم من توجه والد الإلباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي وتحذيره الشديد من الإشتقال بعلم الحديث فقد أخذ الالباني بالتوجه نحو علم الحديث وعلومه فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متئثراً بابحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله وكان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب ''المغني عن حمل الأسفار في تخريج مافي الاحياء من الاحبار '' للحافظ العراقي رحمه الله مع التعليق عليه كان ذلك العمل فاتحة خير كبير علي الشيخ الالباني حيث أصبح من الهتمين بالحديث وعلومه فأصبح معروفاً
بذلك في الأوساط العلمية بدمشق حتي عن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بابحاثه العلمية المفيدة بالضافة الي منحة نسخة من مفتاح المكتبة حيث حيث يدخلها حيث ماشاء أما عن التصنيف فقد إبتداهما في العقد الثالث من عمره وكان أول من مؤلفاته الفقهية المبنية علي معرفة الدليل والفقة المقارن كتاب تحزير الساجد من إتخاذ القبور مساجد وهو مطبوع مراراً ومن أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضا كتاب الرروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير ولا يزال محفوظاً كان لإشتغال الشيخ الالباني بحديث رسول الله صلي
الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ وقد زاد تشبثه وثباته علي هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الاسلام إبن تيميه وتلميذه إبن القيم وغيرهما من أعلام المدرسة السلفية حمل الشيخ الالباني راية الدعوة الي التوحيد الي السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق وجرت بينه وبينهم مناقشات حول مسائل التوحيد والاتباع والتعصب المذهبي والبدع فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب ومشايخ الصوفية والخرافين والمبتدعة فكانو يثيرون عليه العامة والغوغاء ويشيعون عنه بانه وهابي ضال ويحزرون الناس منه هذا في الوقت الذي وافقه علي دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم والدين في دمشق والذين حضوه علي الإستمرار قدماً في دعوته ومنهم العلامة بهجت البيطار والشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا والشيخ توفيق البزرة وغيرهم من أهل الفضل والصلاح رحمهم الله نشط الشيخ الالباني في دعوته من خلال دروسه العلمية التي كان يقدمها مرتين من كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم وبعض أساتذة الجامعات ومن الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية كتاب فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب وكتاب الروضة
الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان وكتاب أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف , رحلاته الشهرية المنتظمة التي بدئت باسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السوريا المختلفة بالإضافة الي بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل إستقراره فيها مؤخراً هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الالباني الي الوشاية به عند الحاكم مما أدي الي سجنه صبره علي الأذي وهجرته في أوائل 1960 كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السورية مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة وقد سبب ذلك نوعا من الإعاقة له فقد تعرض للإعتقال مرتين الأولي كانت قبل 1967 حبث أعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وعندما قامت حرب 1967 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسين لكن بعدما أشتد الحرب عاد الشيخ الي المعتقل مرة ثانية في سجن الحسكة شمال شرق دمشق وقد قضي فيه الشيخ ثمانية أشهر  عديدة  وبعضاً منها إختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي التي عزمت الجامعة علي إصدارها عام1955
وأختير عضواً في لجنة الحديث التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا للاشراف علي نشر كتب السنة وتحقيقها طلبت اليه الجامعة السلفية في الهند أن يتولي مشيخة الحديث فاعتزر عن ذلك لصعوبة إصطحاب الأهل والأولاد بسبب الحرب بين الهند وباكستان أختير عضواً للمجلس الأعلي للجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة توفي العلامة الالباني سنة 1999 وقد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين الأول تنفيذ وصيته كما أمر في وصيته والثاني الايام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله والتي تلت هذه الايام كانت شديدة الحرارة فخشي أنه لو تاخر بدفنه أن يقع بعض الاضرار أو المفاسد علي الناس الذين ياتون لتشيع جنازته فلذلك أمر أن يكون دفنه سريعاً بالرقم من عدم إعلام أحد من وفاة الشيخ الي المقربين منهم حتي يعينو علي تجهيزه ودفنه بالإضافة الي قصر الفترة مابين وفاة الشيخ ودفنه الإ أن الاف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعي الناس بأن يخبر كل منهم أخاه وجاء في وصيته وأوصي بمكتبتي كلها سواء ما كان منها مطبوعا أو تصويراً أو مخطوطا بيدي أو بخط غيري لمكتبة الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة لإن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة وعلي منهج السلف الصالح يوم كنت مدرساً فيها راجيا من الله تعالي أن ينفع بها روادها كما نفع بصاحبها يومئذ طلابها وأن ينفعني بهم وباخلاصهم ودعواتهم وهكذا رحل الامام ناصر الدين الذي أخذ كما يقال من أسمه نصيبا فاصبح بحق ناصر دين الله وسنة نبيه محمد بن عبدالله رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وأياه في جنات النعيم





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق